بالاســتناد إلى المعطيــات التــي تــم تحصيلهــا مــن خــلال بحثــي أجرتهــم المندوبيــة الســامية للتخطيــط لــدى الأسر أثناء وعقــب الحجــر الصحــي، يحلــل هــذا التقريــر التداعيــات الصحيــة للأزمــة بالإضافــة إلى التدابــي المختلفــة المتخــذة للتخفيــف مــن آثارهــا. ويتلخــص الهــدف الخــاص مـن ذلـك في إبـراز بعـد النـوع الاجتمعـي لحـدة تجربـة الأزمـة والمزايـا المسـتمدة مـن السياسـات العموميـة المؤقتـة التـي تـم تنفيذهـا للتخفيـف مــن شــدتها.

وتســتند التطــورات إلى المعطيــات المجمعــة خــلال المرحلـة الأولى مـن البحـث التي اسـتهدفت أربـاب الأسر؛ وقـد جـرت دراســة التفاوتــات مـن خــلال التمييــز بـي جنســهم ومراعــاة الخصائــص الأخــرى لــلأسر. وتتعلــق الــدروس المســتخلصة مــن المعطيــات المجمعــة خــلال المرحلــة الثانيــة بالأفــراد، وبالتــالي تــم تحليلهــا لرصــد الاختلافــات في التأثــي والســلوكيات حســب كل جنــس. وعليــه، يتبــي أن الأسر التــي ترأســها نســاء عانــت أكــث مــن تلــك التــي يعولهــا رجــال، ســواء مــن حيــث التفاوتـات في الولـوج إلى الرعايـة الصحيـة أو التعليـم عن بعـد (بالنسـبة للأطفـال المتمدرسـي) أو في الحفـاظ عـلى النشـاط والدخـل وحتـى في الاسـتفادة مـن المسـاعدات التـي قدمتهـا الدولـة. بالنسـبة للرعايـة الصحيـة، تعـزى الأســباب الرئيســية إلى صعوبــات التنقــل (خاصــة في الوســط القــروي). و تجــدر الإشــارة، عــلى ســبيل المثــال فيـم يتعلـق بالاستشـارات الطبيـة قبـل وبعـد الـولادة، إلى أن النســاء اللــوات ينتمــي إلى أسر يرأســها رجــال يتمتعـن بفـرص أفضـل للولـوج إليهـا مـن تلـك اللـوات ينتمــي إلى أسر ترأســها نســاء. وفيــم يخــص متابعــة التعليــم عــن بعــد، ترجــع الصعوبـات التـي تواجـه الأطفـال في الأسر التـي ترأسـها نســاء إلى قلــة توافــر أدوات التدريــس ومحدوديــة الإمكانــات وتوافــر الوقــت والقــدرة لضــمن مرافقتهــم. ويعـزى ضعـف ولـوج النسـاء إلى المسـاعدات العموميـة التـي تقدمهـا السـلطات للتعويـض عـن فقـدان النشـاط والدخـل إلى انخفـاض معـدل تسـجيلهن لـدى الصنـدوق الوطنــي للضــمن الاجتمعــي. ونتيجــة لذلــك، يعتمــد عــدد أكــبر منهــن عــلى التحويــلات العائليــة، والتــي تتميــز بعــدم انتظامهــا.

ومــن بــين النقــاط البــارزة في معالجــة البيانــات الفرديــة المنبثقــة عــن المرحلــة المنجــزة عقــب الحجــر الصحــي، تـم تسـجيل عـلى مسـتوى متابعـة التعليـم عـن بعـد، أن الفتيـات تأثـرن أكـث مـن زملائهـن الذكـور بإعـلان تأجيـل الامتحانـات أو إلغائهـا. كـم كشـف البحـث أن التدهـور الأكــبر في متابعــة التعليــم عــن بعــدبالنســبة للفتيــات يرجـع إلى المهـام المنزليـة التـي كانـت تتكلـف بهـا الفتيات بشـكل أكـبر مـن المعتـاد. ومـع ذلـك، تظـل الحقيقـة أن الايزلـن يتابعـن الـدروس. ً ً عـددا أكـبر منهـن نسـبي ومـن ناحيـة أخـرى، يتضـح أن القـدرة عـلى إيجـاد عمـل بعـد رفـع الحجـر الصحـي كانـت أقـل بالنسـبة للنسـاء. ولاحظنـا بالإضافـة إلى ذلـك أن المعطيـات المسـتمدة مـن بحــث حديــث أجــراه البنــك الــدولي لــدى المقــاولات أكـد زيـادة هشاشـة وضـع المـرأة في سـوق العمـل. وقـد ســاهمت هــذه الوضعيــة في زيــادة وطــأة الإكراهــات الماليـةالتـي عانـت منهـا النسـاء في ظـل الأزمـة الصحيـة. وفي الأخــي، كانــت النســاء أكــث عرضــة للقلــق والاضطرابــات النفســية كنتيجــة لتفاقــم هــذه الفــوارق المتنوعــة.